Tuesday, 20 October 2020

《 تنبيه أهل العلم والإيمان في أنه لا يوجد في لغة العرب فرق في معنى لفظي ( المجئ ) و ( الإتيان ) 》


       بسم الله الرحمن الرحيم 

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على رسوله المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 
أما بعد 
فهذه رسالة لعلها تتبع رسالة سابقة في إثبات بعض الصفات الإختيارية الفعلية لربنا الله تعالى وتقدس في إيضاح عدم وجود فرق في معنى ( المجئ ) أو ( الإتيان) لإختلاف اللفظين فيظنهما الجاهل صفتين مختلفتين وعليه نقول :   
إن الإتيان لغة هو بمعنى المجئ ؛  والمجئ كذلك بمعنى الإتيان قال الله تعالى وتقدس: { هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّآ أَن تَأْتِيَهُمُ ٱلْمَلَٰٓئِكَةُ أَوْ يَأْتِىَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِىَ بَعْضُ ءَايَٰتِ رَبِّكَ ۗ يَوْمَ يَأْتِى بَعْضُ ءَايَٰتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَٰنُهَا لَمْ تَكُنْ ءَامَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِىٓ إِيمَٰنِهَا خَيْرًا ۗ قُلِ ٱنتَظِرُوٓاْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ }[ سورة الأنعام : الآية ( ١٥٨ )]
وقال تعالى وتقدس: { وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا }[سورة الفجر : الآية ( ٢٢ )]
و قد جاءت صفتا الإتيان والمجيء مقترنتين في حديثٍ واحدٍ، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: ( إذا تلقَّاني عبدي بشبرٍ؛ تلقَّيْته بذراع، وإذا تلقَّاني بذراع، تلقَّيْته بباع، وإذا تلقَّاني بباع، جئتُه أتيتُه بأسرع)  رواه مسلم( ٢٦٧٥) .
قال النووي رحمه الله في شرحه لمسلم : (هكذا هو في أكثر النسخ: (جئتُه أتيتُه)، وفي بعضها (جئتُه بأسرع) فقط، وفي بعضها: (أتيتُه)، وهاتان ظاهرتان، والأوَّل صحيح أيضاً، والجمع بينهما للتوكيد، وهو حسن، لاسيما عند اختلاف اللفظ، والله أعلم). 
ولا يفرق بينهما 
الا جاهل متعالم أو ضال .
وقد ذكرنا في الرسالة السابقة لهذه الرسالة وجوب الإيمان بهاتين الصفتين لربنا الله تعالى وتقدس على ما يليق بجلاله جل جلاله والمعنى عندنا مثبت معلوم والكيفية مفوضة مجهولة ايمانا بلا تمثيل ولا تعطيل ولاتحريف ولا تكييف ولا تشبيه امتثالا لكلام ربنا تعالى وتقدس: { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ }
فعلينا الإيمان والتسليم 
 ولما جاء رجُلٌ  إلى مالك رحمه الله في مجلسهِ، فقال:﴿الرَّحْمَـٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَىٰ﴾، كيف استوى ؟
فقال له الإمام مالِك :  “الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمانُ به واجِب، والسؤالُ عنه بدعة”.فهذه عقيدة أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح رزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة . والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 
------
كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه: غازي بن عوض العرماني 
يوم الإثنين ٢ / ٣ / ١٤٤٢ هجري.

No comments:

Post a Comment

《 تنبيه أهل العلم والإيمان في أنه لا يوجد في لغة العرب فرق في معنى لفظي ( المجئ ) و ( الإتيان ) 》

       بسم الله الرحمن الرحيم  الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على رسوله المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم تسليما  أما بعد  فهذه رسالة لعلها تتبع ر...