بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على رسوله المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
أما بعد:
فأحببت عرض رأي شخصي متواضع على الإخوة طلاب العلم ولعل هناك من سبقني في هذا الرأي لكن لم أطلع عليه ،
ياطلاب العلم فتعلمون
ان شهر رمضان المبارك شهر أنزل الله فيه كلامه المنزل غير المخلوق فقال تعالى { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ } وقال تعالى وتقدس
{ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ }
وقال عز من قائل { إنا انزلناه في ليلة القدر }
وعن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أُنزلت صحف إبراهيم أول ليلة من شهر رمضان ، وأُنزلت التوراة لِسِتٍ مضت من رمضان ، وأُنزل الإنجيل لثلاث عشرة مضت من رمضان ، وأُنزل الزبور لثمان عشرة خلت من رمضان ، وأُنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان )[حسنه الإمام الألباني في " السلسلة الصحيحة(١٥٧٥)] قال الإمام ابن باز رحمه الله:
" القرآن الكريم نزل على رسول الله ﷺ منجمًا على حسب الحاجة والأسباب، وكان أول ما نزل سورة (اقرأ) في ليلة القدر، فصدق على ذلك أنه أنزل في ليلة القدر وأنه أنزل في رمضان؛ لأن أوله نزل في ليلة القدر في رمضان، هذا هو ظاهر الأدلة الشرعية؛ لأن كثيرًا من القرآن نزل في مكة في غير رمضان، وكثير منه نزل في المدينة في غير رمضان، لم يزل ينزل منجمًا على الرسول ﷺ بحسب الحوادث والأسباب، وسورة المائدة نزلت في آخر حياته ﷺ،.."....وقال ابن عباس رضي الله عنهما وجماعة: إنه أنزل إلى السماء الدنيا في رمضان في ليلة القدر، إلى بيت العزة بيت في السماء الدنيا يقال له: بيت العزة، وكل سماء فيها بيت للملائكة يتعبدون فيه، وبيت العزة بيت في السماء الدنيا يتعبد فيه الملائكة، وفي السماء السابعة البيت المعمور، يتعبد به الملائكة أيضًا وهو على .... الكعبة في الأرض، يقول فيه النبي ﷺ: إنه يدخله كل يوم - يعني: البيت المعمور - سبعون ألف ملك، ثم لا يعودون إليه آخر ما عليهم، وهذا يدل على كثرة الملائكة، وأن كل يوم يدخل البيت المعمور منهم سبعون ألف ملكًا للعبادة، ثم لا يعودون إليه أبدًا.
فعلى هذا القول - قول ابن عباس - أنه أنزل إلى بيت العزة جملة واحدة، ثم نزل منجمًا في ثلاث وعشرين سنة على حسب الحوادث والأسباب، وهذا قول قوي أخذ به جمع من أهل العلم، والأول أظهر، وأنه أنزل من عند الله جل وعلا بواسطة جبرائيل على النبي ﷺ في ثلاث وعشرين سنة، وأن أوله أنزل في ليلة القدر في رمضان، والله ولي التوفيق "[ من كلام الإمام ابن باز رحمه الله من موقعه الرسمي]
وفي الصحيحين عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ :( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ فَلَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَة)
فما سبق توطئة إلى الدخول في موضوعنا وهو أهمية تلاوة القرآن الكريم في شهر رمضان المبارك
فهما وفقها وتدبرا لكلام الله سبحانه و تعالى
وهاهنا رأي أحببت طرحه عليكم طلاب العلم وهو : قبل قرائتك للقران الكريم فرأيت أن يكون عندك تفاسير أئمة السلف وهم " ابن جرير الطبري والبغوي وابن كثير والسعدي و الشنقيطي "
لسلامة هذه التفاسير من الأخطاء العقدية فحينما تشرع في قراءة القرآن الكريم فتشكل عليك عبارة أو لفظ أو حكم أو مسألة فترجع إلى هذه الأسفار المباركة لمعرفة ماأشكل عليك ومن لم يستطع إيجاد هذه الكتب أو جمعها لأي سبب من الأسباب فليختر المواقع الطيبة لهذه التفاسير في جهاز جواله ويرجع إليها وبهذه الطريقة لا تتم قراءة لكلام الله تعالى وتقدس إلا وعندك حصيلة علمية طيبة في فهم كلام الله سبحانه و تعالى وتدبره .
وبعد الانتهاء من كتابتي لهذه الرسالة وجدت كلاما نفيسا لشيخنا الإمام محمد العثيمين رحمه الله أحببت إطلاعكم عليه هذا نصه :" وكان بعض أهل العلم في رمضان وهو في وقت تلاوة القرآن يجعل معه دفترًا خاصًا ، كلما قرأ شيئًا واستوقفته آية من كتاب الله فيها معانٍ كثيرة أو ما أشبه ذلك قيَّدها بالدفتر ، فلا يخرج رمضان إلا وقد حصل خيرًا كثيرًا من معاني القرآن الكريم .
ولقد رأيتُ كُتيبًا صغيرًا للشيخ عبدالرحمن السعدي
رحمه الله
يقول :" إنه كتبه في رمضان وهو يقرأ القرآن ، تمر به آية فيقف عندها، ويتدبرها ، ويكتب عليها فوائد لا تجده في أي تفسير ".
فلهذا ابن القيم رحمه الله - حَثَّ على تدبر القرآن لمن أراد الهدى .
وشيخه ابن تيمية رحمه الله - قال :" من تدبر القرآن طالبًا للهُدى منه تبين له طريق الحق".
فاشترط شيخ الإسلام
رحمه الله
شرطين : التدبر ، وطلب الهدى ، لأنه ربما تدبر ، ولم يقصد طلب الهدى ، ولكن يريد معرفة معاني القرآن فقط ،
ماتريد أن تَهْدِي به وتجعله نبراسًا لك تسير عليه ، فإذا تدبرته، وأنت تريد الهدى منه ، وتريد أن تجعل القرآن نبراسًا لك تسير عليه ، تبين لك طريق الحق".[ الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية - للإمام ابن القيم ، شرح العلامة محمد بن صالح العثيمين ( ١/ ٥٠٣- ٥٠٤) ]
رزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
-----------
كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه: غازي بن عوض العرماني
في يوم الجمعة غرة شهر رمضان المبارك لعام ١٤٤١ هجري
No comments:
Post a Comment