بسم الله الرحمن الرحيم
《 اهمية دراسة التوحيد ومعرفته 》
الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين اما بعد : فإن"التوحيد أول دعوة الرسل، وأول منازل الطريق، وأول مقام يقوم فيه السالك إلى الله تعالى." (مدارج السالكين للامام ابن القيم رحمه الله( ٣ / ٤٤٣ )]
"التَّوْحِيد مفزع أعدائه وأوليائه، فأما اعداؤه فينجيهم من كرب الدنيا وشدائدها {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْك دَعَوْا اللَّه مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّين فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ} وَأما أولياؤه فينجيهم به من كربات الدنيا والآخرة وشدائدها؛ولذلك فزع إليه يونس فنجاه الله من تلك الظلمات وفزع إليه أتباع الرسل فنجوا به مما عذب به المشركون في الدنيا وما أعد لهم في الآخرة، ولما فزع إليه فرعون عند معاينة الهلاك وإدراك الغرق له لم ينفعه لأنالإيمان عند المعاينة لا يقبل، هذه سنة الله في عباده، فما دفعت شدائد الدنيا بمثل التوحيد؛ ولذلك كان دعاء الكرب بالتوحيد ودعوة ذي النون التي ما دعا بها مكروب إلا فرج الله كربه بالتوحيد. فلا يلقي في الكرب العظام إلا الشرك ولا ينجي منها إلا التوحيد، فهو مفزع الخليقة وملجؤها وحصنها وغياثها. وبالله التوفيق."[الفوائد(٥٣)] "فالتوحيد أول ما يدخل به في الإسلام، وآخر ما يخرج به من الدنيا كما قال النبي صلي الله عليه وسلم: ( من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة)[ صححه الامام الالباني رحمه الله في ارواء الغليل( ٦٨٧ )]فهو أول واجب وآخر واجب، فالتوحيد أول الأمر وآخره."
"[ مدارج السالكين للامام ابن القيم رحمه الله (٣ / ٤٤٣)]
ياطلاب العلم :
احذروا الشرك
وخافوا منه
وادعوا الله ان يجنبني ويجنبكم الشرك بالله فكل الذنوب تغفر الا الشرك بالله
قال الله تعالى وتقدس: { إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا }
ايها الاخوة طلاب العلم : يقول العلامة
الشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمه الله في كتابه النفيس فتح المجيد ( ٤٧ ) : ( فلا يأمن من الوقوع في الشرك، إلا من هو جاهل به، وبما يخلصه منه، مع العلم بالله وبما بعث به رسوله من توحيده والنهي عن الشرك به )
ومن كلام ائمة السلف رحمهم الله قول ابراهيم التيمي رحمه الله : ( ومن يأمن البلاء بعد ابراهيم )صلى الله عليه وسلم وهو من كسر اصنام الشرك اذ دعا ربه في قوله تعالى وتقدس:{ وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ }
والبعد والحذر منه يكون في امور منها :
اولا : دراسة كتب العقيدة واصول السنة و الكتب التي اعدت وألفت في توحيد الله في ربوبيته والوهيته واسمائه وصفاته فمنها كتب ائمة السنة كالامام احمد والبخاري ومسلم وغيرها من دواوين السنة ومن ذلك كتب شيوخ الاسلام مثل ابن تيميه وابن القيم ومحمد بن عبدالوهاب وتلامذته من بعده رحمهم الله وكذلك دروس الامام الالباني وابن باز والعثيمين وربيع
رحم الله الاموات وحفظ الله الاحياء ونفعنا الله واياكم بعلمهم
ثانيا :
الحرص على مايقرب الى التوحيد والسنة من مشايخ السلف الصالح وتلامذتهم والبعد عن كل مشرك ومبتدع .
ثالثا :
تفقد نفسك اثناء العباده وبعدها وجاهدها على اخلاص العمل لله سبحانه و تعالى واحرص على البعد عن الرياء وحب المدح والسمعة وثناء الناس فقد يختلط الامر ويلتبس فالامر عظيم قال اهل العلم : " وإنما سُمي الرياء شركًا خفيًّا؛ لأن صاحبه يطهر أن عمله لله، وقد قصد به غيره أو شركه فيه، وزين صلاته لأجله "
وفي صحيح ابن خزيمة رحمه الله ومال الى تحسينه الامام الالباني رحمه الله في صحيح الترغيب والترهيب( ٣١ )
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :( "إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر"، قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال: "الرياء، يقول الله تعالى يوم القيامة إذا جزى الناس بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا، فانظروا هل تجدون عندهم جزاء )
ان مراقبة القصد والنية فيه صلاح الدين والسلامة من الشرك برب العالمين انظر قول الله تعالى: { مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } قال ابن عباس رضي الله عنهما : ( إن أهل الرياء يعطون بحسناتهم في الدنيا؛ وذلك أنهم لا يظلمون نقيرًا، يقول: من عمل صالحًا التماس الدنيا صومًا أو صلاة أو تهجدًا بالليل لا يعمله إلا التماس الدنيا، يقول الله تعالى: أو فيه الذي التمس في الدنيا من المثابة وحبط عمله الذي كان يعمله لالتماس الدنيا وهو في الآخرة من الخاسرين )
وعن الصحابي الجليل معقل بن يسار رضي الله عنه قال:انطلقتُ مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال :(يا أبا بكر للشِّركُ فيكم أخفى من دبيب النمل،فقال أبو بكر : وهل الشرك إلا مَنْ جعل مع الله إلهاً آخر .
قال النبي صلى الله عليه وسلم:والذي نفسي بيده للشِّركُ أخفى من دبيب النمل،ألا أدلك على شيءٍ إذا قلته ذهب عنك قليلهُ وكثيرهُ.قال:قل اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك لما لا أعلم) رواه البخاري رحمه الله في الأدب المفرد وأبو يعلى رحمه الله في مسنده، وصححه الامام الألباني رحمه الله في صحيح الأدب المفرد.
وفي مسند الامام احمد رحمه الله ( ٢٣٦٣٠) يقول الرسول صلى الله عليه وسلم- فقال: "أيها الناس إياكم وشرك السرائر"، قالوا: يا رسول الله، وما شرك السرائر؟ قال: "يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته جاهدًا لما يرى من نظر الناس إليه، فذلك شرك السرائر"
جاهد نفسك ياعبدالله :
على الاخلاص ومراقبة الله وخشيته في سرك واعلانك وراقب اعمال قلبك واحرص على سلامتهة من الدغل او الغش او اللبس او الالتباس
واعلم ياعبدالله :
ان اهل الاسلام الصحيح اهل السنة والجماعة اتباع السلف الصالح :[يعبدون الله ويدعونه في امورهم كلها و يترحمون على اهل القبور من المسلمين ويسألون الله الرحمة و العفو والمغفرة للمقبور]
وعجبا لامر الصوفية فقدوا عقولهم وتركوا شريعة ربهم فهم :[يسألون الرحمة والعفو والمغفرة وامورهم كلها من المقبور ]
الصوفية ورثة عباد الاصنام والاوثان فهم الان يعبدون عبيدا مخلوقين ضعفاء مساكين امثالهم لايملكون حولا ولاقوة ولاينفعون انفسهم ولايضرون وهم احياء فكيف وهم اموات اختلطت جثثهم بالارض
فبين الله سبحانه وتعالى فساد قولهم وفضح سوء اعمالهم فقال تعالى وتقدس:
{ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ ۖ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا ۖ أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا ۖ أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا ۖ أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۗ قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنظِرُونِ}
ثم ارسل الرسل و الانبياء ودعاة الحق من ورثة الانبياء فأكدوا فساد عبادتهم فكان رسولنا الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم يقول فيما ذكره الله عنه في كلامه المنزل { قُل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۚ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ۚ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }
وفقنا الله وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة.
-------------------------
كتبه واملاه الفقير الى عفو مولاه :
غازي بن عوض العرماني
بتاريخ ٣٠ / ١ / ١٤٤١من هجرة الرسول صلى الله عليه و سلم في مركز الكداديه حرسه الله واهله وعامة سكان مملكة التوحيد والسنة المملكة العربية السعودية وسائر بلاد المسلمين.
No comments:
Post a Comment