Sunday, 19 April 2020

《 فضل الهدى [وهو العلم النافع ] والتقى [وهو العمل الصالح ] وكيف يجمع بينهما طالب العلم 》


 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
أما بعد
فطالب العلم يحرص على الوفاء بتحقيق شرطي صحة العبادة وهما:
اولا :
الاخلاص لله ومعنى هذا الشرط ان يريد الله بعلمه وعمله ودعوته ولا يريد جاها أو منزلة أو منصبا او مالا او نوالا أو أي حظ من حظوظ الدنيا الفانية.
الشرط الثاني :
الصواب ويتم  هذا الشرط بمتابعة سنة الرسول صلى الله عليه وسلم علما وعملا ودعوة 
ويتجنب دعوة وأسلوب ومذهب ومنهج ومسلك ومبادئ الحزبيين وأهل الأهواء من خوارج إخوانية أو صوفية تبليغية او ملاحدة علمانية
وأن يكون طلبه للعلم بجد واجتهاد مع الحرص على الإبتعاد عن الأضواء وشهوات الدنيا وحظوظها وقد رأيت مجموعة كبيرة من طلاب العلم يحرص على الشهادات العلياء ليزاحم أهل الدنيا فيها
ومنهم مع شدة طلبه للعلم صاحب توجه إخواني خارجي وماأكثرهم لا كثرهم الله
قال الإمام ابن باز رحمه الله في كلمة مشهورة ثابتة عنه واصفا حالهم محذرا من طريقتهم : "
قضاة ومدرسين , وهم لايعرفون العقيدة السلفية لايعرفون العقيدة الصحيحة , تساهلوا في الأصل, في علم العقيدة وتهاونوا في إعطائهم حقه والدراسة والتمحيص وإزالة الشبه وصاروا دكاترة وهم صفر في العقيدة , بل دكاترة  مدرسين بل دكاترة ,أخذوا الشهادة العالية و الماجستير والدكتوراة وهو صفر في العقيدة صفر مايعرف شئ في العقيدة على عقيدة الجاهلية عبادة القبور والتعلق على الأموات لأنهم مادرسوا العقيدة كما ماينبغي ولادرسها لهم أساتذتهم الذين أخذوا عنهم ,وأخذوا صفراً في هذا الباب , وحرم طلب العلم من العقيدة فأي شئ بعده , أي شئ عنده بعد ذلك , خصوا العقيدة بعناية , خصوها بمزيد عناية مع الأساتذة ومع , وفي المتون التي في أيديكم , خصوها بمزيد عناية , ومطالعة ومذاكرة , وسؤال وإستكشاف عن الشبه وعن ردها , حتى تمتازوا في ذلك , وحتى تتخرجوا إن شاءالله وأنتم في غاية من البصيرة من العقيدة السلفية , العقيدة في باب توحيد العبادة وفي باب أسماء الله وصفاته , أما توحيد الربوبية فالجاهلية تعرفه ولاكن لابد له من دراسته حتى نعرفه على بصيرة , كثير من الناس ماعرف حتى توحيد الجاهلية كثير من الناس وهم مدرسون ماعرفوا حتى توحيد الجاهلية , حتى توحيد أبي جهل ماعرف" انتهى كلامه رحمه الله.
‏قال الإمام مقبل الوادعي رحمه الله :
" فكم من شخص عنده دكتوراة في الفقه
الإسلامي وهو لا يفقه شيئا،
وكم من شخص عنده دكتوراة في الحديث وهو ‌لا يفقه حديثا،
فهذه الشهادات تؤهل كثيرا من الناس لمناصب لا يستحقونها،
وماذا يغني عنك لقب دكتور وأنت جاهل بشرع الله" .[المخرج من الفتنة (١٩٣)]
فأحرصوا ياطلاب العلم على الفقه في الدين فهذا سبيل من أراد خيري الدنيا والآخرة كما ثبت في السنة ( من يرد الله به خيرا يفقه في الدين )
ثم الحذر من سلوك طريق الجهلة الذين جعلوا أنفسهم أئمة وأعلاما وهم قفر صفر من العلم فأفتوا بالنوازل واستحلوا الدماء . وفي الصحيحين من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد ، ولكن يقبِضُ العلمَ بقبضِ العلماءِ)."  رأى رجلٌ ربيعة بن أبي عبد الرحمن رحمه الله  يبكي:
فقال: ما يبكيك ؟ فقال: استُفتي مَن لا علم له،
وظهر في الإسلام أمر عظيم .
قال: ولَبعضُ مَن يفتي ههنا أحق بالسجن من السرَّاق .
قال بعض العلماء: فكيف لو رأى ربيعة زماننا وإقدام مَن لا علم عنده على الفتيا، وتوثبه عليها، ومد باع التكلف إليها، وتسلقه بالجهل والجرأة عليها، مع قلة الخبرة، وسوء السيرة، وشؤم السريرة، وهو من بين أهل العلم منكر أو غريب، فليس له في معرفة الكتاب والسنَّة، وآثار السلف ولا يبدي جوابا بإحسان وإن ساعد القدر فتواه كذلك يقول فلان ابن فلان .
يمدون للإفتاء باعًا قصيرة وأكثرهم عند الفتاوى يُكَذْلِكُ"
[إعلام الموقعين (٤ / ٢٠٧)]
ثم أكثروا من الدعاء ب { رب زدني علما } و( اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا، وَرِزْقًا طَيِّبًا، وَعَمَلًا مُتَقَبَّلًا)و (سَلُوا اللَّهَ عِلْمًا نافِعاً، وَتَعوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ عِـــــلْمٍ لَا يَنْفَعُ)
فالعلم النافع هو ما باشر القلب، فأوجب له السكينة والخشوع، والإخبات للَّه تعالى، وإذا لم يباشر القلوب ذلك من العلم، وإنما كان على اللسان فهو حجة اللَّه على بني آدم  عليه الصلاة و السلام
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
كتبه :
غازي بن عوض العرماني

No comments:

Post a Comment

《 تنبيه أهل العلم والإيمان في أنه لا يوجد في لغة العرب فرق في معنى لفظي ( المجئ ) و ( الإتيان ) 》

       بسم الله الرحمن الرحيم  الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على رسوله المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم تسليما  أما بعد  فهذه رسالة لعلها تتبع ر...