Tuesday, 31 March 2020

《إجابة لإشكال حصل لبعض طلاب العلم في مسألة في توحيد اسماء الله الحسنى وصفاته العلى وجرى بحثها وفق معتقد أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح》


الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عبده المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
أما بعد
فهذه إجابة لإشكال حصل لبعض طلاب العلم في مسألة جرى بحثها في توحيد الأسماء الحسنى والصفات العلى لله تعالى وتقدس
فنقول وبالله التوفيق وعليه التكلان :

 الصفتان التي ذكرتهما وهما  ( السمع والبصر ) فهما صفتان ذاتيان فعليتان   وذلك لتعلقهما  بمشيئة الله  وقدرته سبحانه وتعالى
 فهما فعليتان ذاتيان  لإتصاف الله بهاتين الصفتين أزلا فلا تنفك عنه سبحانه وتعالى  وعلى وجه يليق بربنا تعالى وتقدس{ ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}
 فنثبت المعنى ونقول :
 معلوم ونفوض الكيف ونقول : مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه تعنتا وإضلالا بدعة - ونحسبك مريدا للخير طالبا للعلم -  مع إثباتها من غير تمثيل  ولاتحريف ولاتعطيل ولا تكييف
فمن قال : إثباتها ازلا من غير معنى لها أو قال  بترادف المعنى الواحد في كل الصفات أو جلها فهو معطل جهمي معتزلي.
ومن قال : بإثباتها مع إنكار مشيئة الله  وقدرته في هاتين الصفتين فهو معطل جهمي كلابي[ أشعري] سالمي  .
وأهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح يثبتون ماأثبته الله سبحانه و تعالى  لنفسه وماأثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم  على وجه يليق بربنا { ليس كمثله شيء }  فيقولون بإتصاف الله بهما أزلا مع إثبات المعنى وتفويض الكيف بلا تمثيل ولاتحريف ولاتأويل باطل ولا تشبيه ظالم ولا تعطيل الجهمية   لقوله تعالى { وهو السميع البصير }
وقوله تعالى{ قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما}
ومستمد عقيدتنا الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة الصالحين من الصحابة رضي الله عنهم والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين- رحمهم الله- وجمعنا الله وإياهم وإياكم في الفردوس الأعلى من الجنة فضلا منه ورحمة ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وتلميذه الإمام ابن القيم رحمه الله  وهو من مقرري عقيدة السلف الصالح ومن نشرها ومن ذاد عنها فأحيلك عليه وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من إحيل على ملئ فليتبع)  قال شيخ الإسلام إبن تيميه رحمه الله في درء تعارض العقل والنقل ( ١ / ٢٤١)  :  "  فإن الله تعالى وصف نفسه بالأفعال اللازمة؛ كالاستواء، وبالأفعال المتعدية؛ كالخَلْق " قال الإمام  ابن القيم رحمه الله في مختصر الصواعق المرسلة ( ٢ / ٢٢٩) والصواعق المرسلة ( ٤ / ١٣٣٥) : "فأفعاله نوعان : " لازمة، ومتعدية، كما دلت النصوص التي هي أكثر من أن تحصر على النوعين "
 فالنوع الأول: الصفات الفعلية المتعدية، وهي ما تعدت لمفعولها بلا حرف جر، أو التي تتعدى إلى معمولها بدون واسطة، وسميت الصفات الفعلية المتعدية؛ لأنها تتعدى إلى الغير.وهي ما لها تعلق بالمخلوق، مثل: صفة القدرة، والمشيئة، والرحمة، والعلم، والسمع، والبصر  ونحو ذلك من الصفات. وأما النوع الثاني: وهي الصفات الفعلية اللازمة، وهي  ما تتعدى لمفعولها بحرف جر، وهي التي تتعلق بالذات الإلهية، أو التي لا تتعدى إلى الغير. وهي ما لا تتعلق بالمخلوق،  مثل: الصفات اللازمة كالحياة، وغيرها " وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في درء تعارض العقل والنقل ( ١ / ٢٤١) : "الفعل المتعدي مستلزم للفعل اللازم؛ فإن الفعل لا بد له من فاعل، سواء كان متعديًا إلى مفعول أو لم يكن، والفاعل لا بد له من فعل، سواء كان فعله مقتصرًا عليه أم متعديًا إلى غيره، والفعل المتعدي إلى غيره لا يتعدى حتى يقوم بفاعله؛ إذ كان لا بد له من الفاعل، وهذا معلوم سمعًا وعقلًا "وفي مجموع الفتاوى المجلد السادس في ( فصل في الصفات الإختيارية ) قَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ أَبُو الْعَبَّاسِ تَقِيُّ الدِّينِ بْنُ تيمية قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ وَنَوَّرَ ضَرِيحَهُ : - فَصْلٌ : فِي ( الصِّفَاتِ الِاخْتِيَارِيَّةِ وَهِيَ الْأُمُورُ الَّتِي يَتَّصِفُ بِهَا الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ فَتَقُومُ بِذَاتِهِ بِمَشِيئَتِهِ وَقُدْرَتِهِ ; مِثْلُ كَلَامِهِ وَسَمْعِهِ وَبَصَرِهِ وَإِرَادَتِهِ وَمَحَبَّتِهِ وَرِضَاهُ وَرَحْمَتِهِ وَغَضَبِهِ وَسَخَطِهِ ; وَمِثْلُ خَلْقِهِ وَإِحْسَانِهِ وَعَدْلِهِ ; وَمِثْلُ اسْتِوَائِهِ وَمَجِيئِهِ وَإِتْيَانِهِ وَنُزُولِهِ وَنَحْوُ ذَلِكَ مِنْ الصِّفَاتِ الَّتِي نَطَقَ بِهَا الْكِتَابُ الْعَزِيزُ وَالسُّنَّةُ . "
ولعل في ماذكرناه يزيل الإشكال عند بعض الإخوة
وبهذه المناسبة أوصي طلاب العلم على الإطلاع على رسالة " الصفات الإختيارية " للشيخ الإمام العلامة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله  وعلى تعلمها وتعليمها وفهمها لأهميتها  في باب توحيد اسماء الله الحسنى وصفاته العلى .  وفقنا الله وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة.
وجزى الله هذه الدولة المباركة المملكة العربية السعودية خير الجزاء ففضلها عظيم على شخصي الضعيف فقد قامت بتعليمي عقيدة السلف الصالح وصرفت الملايين  من الريالات نفقة علي وعلى إخواني طلاب العلم  فأسأل الله أن يبارك في هذه الدولة وعلى رأسها ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وأن يكفيهم شر الأشرار من رافضة مجوس وإخوانية خوارج وملاحدة
وكل من أراد بها شرا  ولايفوتني الدعاء لمشايخ أئمة الدعوة  من عهد شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله وابنائه وتلامذته من بعده منهم مشايخنا الألباني وابن باز والعثيمين ومقبل الوادعي والجامي وربيع المدخلي وعبيد الجابري وكذلك معالي الشيخ عبداللطيف آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية فحفظ الله  مشايخي الأحياءورحم  الأموات  وجمعنا الله وإياهم وإياكم في الفردوس الأعلى من الجنة بفضل الله ورحمته
ورفع الله عنا وعنكم وعن بلادنا المملكة العربية السعودية وعامة بلاد المسلمين هذا الوباء وكشف البلاء فهو ارحم الراحمين وأكرم الأكرمين .

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
..........
كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه: غازي بن عوض العرماني
جرى تحريره  يوم الأربعاء الموافق الثامن من شهر شعبان من  عام ١٤٤١ هجري.

Friday, 20 March 2020

إتحاف القاصي والداني بالكلام على مسألة عدوى المريض للصحيح من إفادات وتحقيقات ‎العلامة الألباني -رحمه الله-




الشيخ : ... أعرف كثيرا من الأطباء لا يصافحون الناس خشية أن يكون فيه ميكروب معدي في يد هذا المصافح ولذلك لا يصافحون الناس فهذه وسوسة وكل من ... بالوسوسة محصورة ببعض المتعبّدين وإذا بالوسوسة تتعدى هؤلاء إلى غير المتعبدين من المتطببين وأمثالهم لذلك فهذا تذكير و الذكرى تنفع المؤمينن ، سؤر الإنسان بصورة عامة طاهر لكنه لا يوصف لا بأنه شفاء من جنس ما ولا بأنه داء ، اللهم إلا في حالة خاصة إذا ثبت أن هذا الإنسان مريض بالفعل ومصاب بمرض معدي وهذا المرض المعدي سببه الجرثوم وهذا الجرثوم قد ينتقل ليس فقط بطريق الشراب بل وبطريق مس ما قد يمسه هذا الإنسان هنا الاحتياط لا بأس به لكن نجعله ديدننا في الحياة فمعنى هذه وسوسة تقضي على الرابطة الإنسان والعلاقات البشرية القائمة بين الناس فالأصل أن يحكم على سؤر كل إنسان وعلى معاملة كل إنسان أنه على الفطرة على الصحة و العافية .
فإذا ثبت أن زيدا من الناس فيه معه مثلا - لا سمح الله - مرض السل وشرب في كأس لك أن تبتعد عن هذا لكن تكون على علم حقيقة أنه مصاب بمرض السل أما الوسوسة لعله لعله هذا لا يجوز لأن هذا أولا إساء ظن بأخيك المسلم وثانيا فيه قطع الصلات الأخوية بينك وبين أخيك المسلم أما إذا ثبت صحيا أن هذا مصاب فلك أن تحتاط لنفسك وتبتعد عن شرب سؤره بل ومصافحته - اشرب بيدك اليمني يا أخي - وليس هذا من باب الوسوسة ولا من باب عدم الاتكال على الله عز وجل كما يروي بعض الناس - وهذه أيضا تنبيه على حديث غير صحيح - يروي بعض الناس من المحدثين كالترمذي في سننه أن النبي صلى الله عليه وسلم جلس يأكل الطعام مع رجل مجذوم مصاب بداء الجذام في يده وكأنه تحرج من أن يشارك النبي صلى الله عليه وسلم في طعامه بيده فقال له له عليه السلام " كل بسم الله ثقة بالله وتوكلا عليه " ، فأكل عليه السلام مع المجذوم هذا حديث غير صحيح .

السائل : ضعيف يعني ؟

الشيخ : نعم .

السائل : ... .

الشيخ : قلت رواه الترمذي ، " كل بسم الله ثقة بالله وتوكلا عليه " هذا حديث إسناده ضعيف وقد جاء في الصحيح ما يخالفه في صحيح مسلم أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليبابعه فمد يده وإذا بها داء الجذام فقال له عليه السلام ( ارجع فإنا قد بايعناك ) .

السائل : ما هو داء الجذام ؟

الشيخ : ... داء خبيث يعني

سائل آخر : يأكل اللحم

الشيخ : ... يأكل اللحم يتشقق ويتمزق وهكذا ... .

السائل : ... .

سائل آخر : ... .

الشيخ : ... فإذا إذا كان هناك رجل مريض بمرض معدٍ يجوز إسلاميا أن تتحاشى مخالطته وقربانه وهذا لا ينافي التوكل لأن التوكل نفسه لا ينافي الأخذ بالأسباب إن الله عز وجل يقول (( فإذا عزمت فتوكل على الله )) ، أما الحديث المشهور ( لا عدوى ولا طيرة ...) إلى آخر فهذا الحديث صحيح متفق عليه بين الشيخين ... .

السائل : هذا سؤالي !

الشيخ : ... أن الشيخ يبقى مكاشف !
السائل : ... .

الشيخ : ... فقوله عليه السلام ( لا عدوى ) حديث صحيح لكن ليس معناه إبطال الحقيقة السابقة التي أثبتها الرسول عليه السلام للمجذوم ( ارجع فإنا قد بايعناك ) فهذه الحقيقة التي أثبتها الطب أيضا وهي العدوى فليس معنى قوله عليه السلام ( لا عدوى ) إبطال هذه الحقيقة الشرعية والطبية في آن واحد وإنما أراد الرسول عليه السلام بهذا النفي ( لا عدوى ) نفي خرافة أخرى كان عليها أهل الجاهلية الأولى , هذه الخرافة عليها اليوم أهل الجاهلية الأخرى في أوروبا وفي بلاد الكفر قاطبة إلا من كان مؤمنا بالله عز وجل ، تلك الخرافة السابقة و اللاحقة هي الإيمان بأن العدوى شيء طبيعي مثل ما يقولون الطبيعة الطبيعة أن العدوى العدوة تنتقل بطبعها أي أن صاحب هذا الاعتقاد لا يستحضر في ذهنه إرادة الله تبارك وتعالى وأنه هو المقدر وأنه هو المدبر وأنه هو المتصرف في الكون وأنه هو الذي يسمح للعدوى أن تنتنقل من المصاب بها إلى السليم فالأطباء اليوم لا يفكرون في هذا المعنى الروحي الإسلامي بتاتا يقول لك العدوى العدوى كذلك أهل الشرك والكفر في الجاهلية كانوا يعتقدون في العدوى لا يقولون إن العدوى تعدي من يشاء الله أن يعديه بهذا الداء لا يستحضرون في أذهانهم الله تبارك وتعالى ، هذا المعنى هو الذي أراد الرسول عليه السلام إبطاله بقوله ( لا عدوى ) أي لا عدوى جاهلية أما عدوى طبية حقيقية واقعية فهذه ثابتة بدليل ( ارجع فإنا قد بايعناك ) من أين جئت يا أستاذ بهذا المعنى ( لا عدوى ) أي لا عدوى جاهلية أي لا عدوى مقرون بها عقيدة جاهلية جئنا بهذا المعنى من تمام الحديث ألا وهو أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بعد أن أتم هذا الحديث قام رجل بدوي أعرابي من أصحاب الإبل ومن أصحاب التجارب قال له يا رسول الله إنا نرى الجمال السليمة يدخل بينها الجمل الأجرب فيعديها وأنت تقول ( لا عدوى ) هذا البدوي فهم من حديثه عليه السلام ( لا عدوى ) كما يفهم اليوم كثير من المشايخ ما فيه عدوى إطلاقا و يصدمون بذلك التجارب العلمية ... لقوله عليه السلام ( لا عدوى ) يعني ما فيه عدوة يعني الإبرة ضد الكوليرا وأمثالها والتي أصبحت ... نقل جرثوم معدي إلى إيش سليم لحمايته من العدوى هذا من أكبر التجارب أنه فيه عدوى هذه الحقيقة أثبتها الشرع والطب في آن واحد وأنكرها أهل الجهل بالشرع كما أنكرها ذلك البدوي قال له معترضا أو مستفهما أنت تقول يا رسول الله ( لا عدوى ) نحن شايفين العدوى بأعيننا نشوف عشرة جمال سليمة مائة جمل سليم ما فيه مثل الضباء مثل الغزلان يدخل بينها جمل أجرب فيعديها شلون تقول ( لا عدوى ) فنرى الرسول صلى الله عليه وسلم ما كذّب ولا خطّأ هذا البدوي وإنما أقرّه على مشاهدته التي حكاه بين يديه عليه الصلاة والسلام ولكنه عليه السلام لفت نظره إلى الحقيقة التي أرادها بذلك النفي ( لا عدوى ) حيث قال له عليه السلام ( فمن أعدى الأول ؟ ) الجمل الأجرب الأول أول واحد من أعداه ؟ هو الله عز وجل إذا أراد الرسول عليه السلام بهذا الحديث أن يلفت النظر إلى أن المسبب الأول كما يقول الفلاسفة هو الله تبارك وتعالى لكن هذا لا ينفي أن يكون الجمل الأجرب سببا لنقل عدواه ومرضه للجمل السليم لكن هذا بمشيئة الله عز وجل وتقديره ومما يدل على ذلك من ناحية التجرية أننا نرى كثيرا من الأصحاء يخالطون غير قليل من المرضى المصابين بأمراض معدية فلا يصيبهم سوء بتاتا بينما نرى آخرين أصابتهم العدوى وربما أودت بحياتهم وقتلتهم فإذن قوله عليه السلام ( لا عدوى ) لم يرد نفي العدوى الثابتة علما و تجربة إنما أراد أن ينفي بذلك خرافة الجاهلية وهي اعتقادهم أن العدوى تعدي بنفسها وذاتها , ويؤيد هذا المعنى أن في بعض الروايات في صحيح مسلم في آخر الحديث ( وفر من المجذوم فرارك من الأسد ) إذا هذا أثبت العدوى و أول الحديث نفاها فالتوفيق بين النفي والإثبات هو أن المنفي شيء والمثبت شيء آخر المنفي خرافة الجاهلية أن العدوى تعدي بنفسها والمثبت للعدوى بمشيئة الله تبارك وتعالى .

السائل : ... .

الشيخ : لا أظن أنها صحت ... ( لا عدوى ... ) الحديث و ( فر من المجذوم فرارك من الأسد ) ... نقل الشيخ الطنطاوي الجوهري في تفسيره المسمى بالجواهر والذي جمع فيه كل شيء إلا التفسير ! نقل أن أحد الأطباء الألمان لما طرق سمعه قوله عليه الصلاة والسلام ( و فر من المجذوم فرارك من الأسد ) قال عهدنا نحن أي العلماء المجربين والبحاثين النقابين أن نبي الإسلام محمدا عليه الصلاة والسلام رجل بليغ فصيح يعرف يتكلم فهو يضع الكلمة في محلها ولحكمة بالغة فلماذا قال في هذا الحديث ( فر من المجذوم فرارك من الأسد ) ولم يقل مثلا من الهدم أو الغرق أو ما شابه ذلك لماذا خص لفظة الأسد ؟ لا بد من حكمة فأودى به هذا التفسير إلى أن أخذ يد رجل شخص مصاب بداء الجذام فوضع مكروب هذا الداء تحت المجهر المكبر جدا وإذا به يرى جرثومة الجذام على صورة الأسد فقال هذا هو السر في قول نبي الإسلام ( فر من المجذوم فرارك من الأسد ) هذا في الواقع يمكن يكون كذلك لكن أنا ما رأيت هذ الخبر في كتاب من الكتب الأخرى التي قرأتها إلا في تفسير الطنطاوي الجوهري وهو كما قلت لكم صاحب غرائب وعجائب فيه كل شيء إلا التفسير طيب .


السائل : ( فرارك من الأسد ) ؟ 


الشيخ : بجميع أشكاله وأنواعه ... الإنسان مؤمنا أو كافرا طاهرا أو جنبا أو حائضا كل هذا طاهر ليس في استعماله شيء.


Thursday, 19 March 2020

《 هل يشرع القنوت في دفع الوباء 》

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
أما بعد
فنحمد الله على نعمة التوحيد والسنة والإيمان وعلى موفور صحة الأبدان و على نعمة الأمن والأمان في الأوطان وقد ثبت في السنة ( من لم يشكر الناس لم يشكر الله ) فالشكر لله الواحد الأحد الفرد الصمد ثم لولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود
وفقهم الله وأعانهم وسددهم

《    مقدمة   》

قال الحافظ إبن حجر العسقلاني رحمه الله :
( قَوْلُهُ بَابُ الدُّعَاءِ بِرَفْعِ الْوَبَاءِ وَالْحُمَّى)
الْوَبَاءُ يُهْمَزُ وَلَا يُهْمَزُ وَجَمْعُ الْمَقْصُورِ بِلَا هَمْزٍ أَوْبِيَةٌ وَجَمْعُ الْمَهْمُوزِ أَوْبَاءٌ يُقَالُ أَوْبَأَتِ الْأَرْضُ فَهِيَ مُؤْبِئَةٌ وَوَبِئَتْ فَهِيَ وَبِئَةٌ وَوَبِئَتْ بِضَمِّ الْوَاو فَهُوَ مَوْبُوءَةٌ قَالَ عِيَاضٌ الْوَبَاءُ عُمُومُ الْأَمْرَاضِ وَقَدْ أَطْلَقَ بَعْضُهُمْ عَلَى الطَّاعُونِ أَنَّهُ وَبَاءٌ لِأَنَّهُ مِنْ أَفْرَادِهِ لَكِنْ لَيْسَ كُلُّ وَبَاءٍ طَاعُونًا وَعَلَى ذَلِكَ يُحْمَلُ قَوْلُ الدَّاوُدِيِّ لَمَّا ذَكَرَ الطَّاعُونَ الصَّحِيحُ أَنَّهُ الْوَبَاءُ وَكَذَا جَاءَ عَنِ الْخَلِيلِ بْنِ أَحْمَدَ أَنَّ الطَّاعُونَ هُوَ الْوَبَاءُ وَقَالَ بن الْأَثِيرِ فِي النِّهَايَةِ الطَّاعُونُ الْمَرَضُ الْعَامُّ وَالْوَبَاءُ الَّذِي يَفْسُدُ لَهُ الْهَوَاءُ فَتَفْسُدُ بِهِ الْأَمْزِجَةُ والأبدان وَقَالَ بن سَيْنَاءَ الْوَبَاءُ يَنْشَأُ عَنْ فَسَادِ جَوْهَرِ الْهَوَاءِ الَّذِي هُوَ مَادَّةُ الرُّوحِ وَمَدَدُهُ قُلْتُ وَيُفَارِقُ الطَّاعُونُ الْوَبَاءَ بِخُصُوصِ سَبَبِهِ الَّذِي لَيْسَ هُوَ فِي شَيْءٍ مِنَ الْأَوْبَاءِ وَهُوَ كَوْنُهُ مِنْ طَعْنِ الْجِنِّ كَمَا سَأَذْكُرُهُ مُبَيَّنًا فِي بَابِ مَا يُذْكَرُ مِنَ الطَّاعُونِ مِنْ كِتَابِ الطِّبِّ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى وَسَاقَ الْمُصَنِّفُ فِي الْبَابِ حَدِيثَ عَائِشَةَ لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وُعِكَ أَبُو بَكْرٍ وَبِلَالٌ وَوَقَعَ فِيهِ ذِكْرُ الْحُمَّى وَلَمْ يَقَعْ فِي سِيَاقِهِ لَفْظُ الْوَبَاءِ لَكِنَّهُ تَرْجَمَ بِذَلِكَ إِشَارَةً إِلَى مَا وَقَعَ فِي بَعْضِ طُرُقِهِ وَهُوَ مَا سَبَقَ فِي أَوَاخِرِ الْحَجِّ مِنْ طَرِيقِ أَبِي أُسَامَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ فِي حَدِيثِ الْبَابِ قَالَتْ عَائِشَةُ فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ وَهِيَ أَوْبَأُ أَرْضِ اللَّهِ وَهَذَا مِمَّا يُؤَيِّدُ أَنَّ الْوَبَاءَ أَعَمُّ مِنَ الطَّاعُونِ فَإِنَّ وَبَاءَ الْمَدِينَةِ مَا كَانَ إِلَّا بِالْحُمَّى كَمَا هُوَ مُبَيَّنٌ فِي حَدِيثِ الْبَابِ فَدَعَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُنْقَلَ حُمَّاهَا إِلَى الْجُحْفَةِ وَقَدْ سَبَقَ شَرْحُ الْحَدِيثِ فِي بَابِ مَقْدَمِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ فِي أَوَائِلِ كِتَابِ الْمَغَازِي وَيَأْتِي شَيْءٌ مِمَّا يَتَعَلَّقُ بِهِ فِي كِتَابِ الدَّعَوَاتِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى وَقَدِ اسْتَشْكَلَ بَعْضُ النَّاسِ الدُّعَاءَ بِرَفْعِ الْوَبَاءِ لِأَنَّهُ يَتَضَمَّنُ الدُّعَاءَ بِرَفْعِ الْمَوْتِ وَالْمَوْتُ حَتْمُ مَقْضِيٍّ فَيَكُونُ ذَلِكَ عَبَثًا وَأُجِيبَ بِأَنَّ ذَلِكَ لَا يُنَافِي التَّعَبُّدَ بِالدُّعَاءِ لِأَنَّهُ قَدْ يَكُونُ مِنْ جُمْلَةِ الْأَسْبَابِ فِي طُولِ الْعُمْرِ أَوْ رَفْعِ الْمَرَضِ وَقَدْ تَوَاتَرَتِ الْأَحَادِيثُ بالاستعاذة من الْجُنُون والجذام وسيء الْأَسْقَامِ وَمُنْكَرَاتِ الْأَخْلَاقِ وَالْأَهْوَاءِ وَالْأَدْوَاءِ فَمَنْ يُنْكِرُ التَّدَاوِي بِالدُّعَاءِ يَلْزَمُهُ أَنْ يُنْكِرَ التَّدَاوِي بِالْعَقَاقِيرِ وَلَمْ يَقُلْ بِذَلِكَ إِلَّا شُذُوذٌ وَالْأَحَادِيثُ الصَّحِيحَةُ تَرُدُّ عَلَيْهِمْ وَفِي الِالْتِجَاءِ إِلَى الدُّعَاءِ مَزِيدُ فَائِدَةٍ لَيْسَتْ فِي التَّدَاوِي بِغَيْرِهِ لِمَا فِيهِ مِنَ الْخُضُوعِ وَالتَّذَلُّلِ لِلرَّبِّ سُبْحَانَهُ بَلْ مَنْعُ الدُّعَاءِ مِنْ جِنْسِ تَرْكِ الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ اتِّكَالًا عَلَى مَا قُدِّرَ فَيَلْزَمُ تَرْكُ الْعَمَلِ جُمْلَةً وَرَدُّ الْبَلَاءِ بِالدُّعَاءِ كَرَدِّ السَّهْمِ بِالتُّرْسِ وَلَيْسَ مِنْ شَرْطِ الْإِيمَانِ بِالْقَدْرِ أَنْ لَا يَتَتَرَّسَ مِنْ رَمْي السَّهْمِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ خَاتِمَةٌ اشْتَمَلَ كِتَابُ الْمَرْضَى مِنَ الْأَحَادِيثِ الْمَرْفُوعَةِ عَلَى ثَمَانِيَةٍ وَأَرْبَعِينَ حَدِيثًا الْمُعَلَّقُ مِنْهَا سَبْعَةٌ وَالْبَقِيَّةُ مَوْصُولَةٌ الْمُكَرَّرُ مِنْهَا فِيهِ وَفِيمَا مَضَى أَرْبَعَةٌ وَثَلَاثُونَ طَرِيقًا وَالْبَقِيَّةُ خَالِصَةٌ وَافَقَهُ مُسْلِمٌ عَلَى تَخْرِيجِهَا سِوَى حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُصِبْ مِنْهُ وَحَدِيثِ عَطَاءٍ أَنَّهُ رَأَى أُمَّ زُفَرَ وَحَدِيثِ أَنَسٍ فِي الْحَبِيبَتَيْنِ وَحَدِيثِ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ وَارَأْسَاهُ إِلَى قَوْلِهِ بَلِ أَنَا وَارَأْسَاهُ فَقَطْ وَفِيهِ مِنَ الْآثَارِ عَنِ الصَّحَابَةِ فَمَنْ بَعْدَهُمْ ثَلَاثَةُ آثَارٍ وَاللَّهُ أعلم [ فتح البارئ شرح صحيح البخاري للحافظ إبن حجر العسقلاني رحمه الله(١٠ / ١٣٣ )]

《 الفصل الأول : الأقوال في نازلة الوباء وهل يجوز القنوت لها في الفريضة  أم لا  》

 إنتشر مرض كورونا في دول العالم   وفي بعض دول المسلمين فهل يشرع القنوت لهذا الوباء
فبعد الرجوع إلى كتب الفقهاء ومن تعرض لها فقهيا نجد قولين للعلماء  في هذه النازلة

[  القول الأول  ] :
يرى بعض أهل العلم  وهو المشهور في مذهب الحنابلة  منع ذلك
ومن أدلتهم :
( أولا  )  :
أن طاعون عمواس  قد وقع في عهد الصحابة رضي الله عنهم , كما وقع في عهد الخليفة الراشد أمير المؤمنين  عمر بن الخطاب رضي الله عنه في ناحية الشام فلم يثبت أنهم قنتوا .

(ثانيا ) :
أنه شهادة ، وقد ثبت في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الطاعون شهادة
لكل مسلم )وعن أبي هريرة رضي الله عنه قالَ: قالَ رسولُ اللَّه ﷺ:( مَا تَعُدُّونَ الشهداءَ فِيكُم؟ قالُوا: يَا رسُولِ اللَّهِ مَنْ قُتِل في سَبيلِ اللَّه فَهُو شهيدٌ. قَالَ: إنَّ شُهَداءَ أُمَّتي إذًا لَقلِيلٌ،" قالُوا: فَمنْ يَا رسُول اللَّه؟ قَالَ: منْ قُتِل في سبيلِ اللَّه فهُو شَهيدٌ، ومنْ ماتَ في سَبيلِ اللَّه فهُو شهيدٌ، ومنْ ماتَ في الطَّاعُون فَهُو شَهيدٌ، ومنْ ماتَ في البطنِ فَهُو شَهيدٌ، والغَريقُ شَهيدٌ ) رواهُ مسلمٌ رحمه الله
وفي الصحيحين عنْ أبي هُرَيْرةَ رضي الله عنه ، قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّه ﷺ: ( الشُّهَدَاءُ خَمسَةٌ: المَطعُونُ، وَالمبْطُونُ، والغَرِيقُ، وَصَاحبُ الهَدْم وَالشَّهيدُ في سبيل اللَّه )
 و قالوا : لا ينبغي ان نقنت من أجل رفع شيء يكون سبباً لنا في الشهادة ، بل نسلم الأمر لله ، وإذا شاء الله وأقتضت حكمته أن يرفعه رفعه ، وإلا أبقاه ، ومن فني بهذا المرض فإنه يموت على الشهادة التي اخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم .

( ثالثا ) :
قد يقول قائل :
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لايورد ممرض على مصح )و( فر من المجذوم فرارك من الأسد )  فيمنع للفريضة من كان به مرض
درأ لمفسدته المترتبة على صلاته مع جماعة المسلمين وجلب لمصلحتهم ودفع للضرر عنهم وهذا في حق الفرض فكيف بأمر ليس بفرض
وفي مشروعيته خلاف بين أهل العلم .

( رابعا ) :
فرق أصحاب هذا القول بين ماكان للإنسان فيه عمل كالحروب وما كان من كوارث ومصائب ليس للإنسان فيها عمل كالجدب والقحط والوباء فأجازوا القنوت في الصورة الأولى ومنعوا الصورة الأخيرة .


[ القول الثاني ] :
قال بعض العلماء و هو المشهور من مذهب الشافعية وأختاره جمع من أهل العلم    : " إنه يُدعا برفعه لأنه نازل من نوازل الدهر ؛ وأي شيء اعظم من أن يفني هذا الوباء امة محمد صلى الله عليه وسلم ؟ ولا ملجأ للناس إلا الى الله ، فيدعون الله و يسألونه رفعه " [ من كلام شيخنا العثيمين رحمه الله في الشرح الممتع].
قال الحافظ النووي رحمه الله في شرحه على صحيح الإمام مسلم رحمه الله ( ٥ / ١٧٦ ): "والصحيح المشهور أنه إذا نزلت نازلة كعدو وقحط ووباء وعطش وضرر ظاهر بالمسلمين ونحو ذلك، قنتوا في جميع الصلوات المكتوبات".

《 الفصل الثالث  : مناقشة إدلة أصحاب القول الأول والإجابة عنها 》

وأما الإجابة عما أستدل به أصحاب القول الأول فنقول وبالله التوفيق  :
[ الإجابة عن دليلهم الأول ] :
فيقال  أما كونه لم يثبت لنا عن الصحابة رضي الله عنهم فعله في طاعون عمواس  فيرد عليهم بأن  عدم النقل ليس نقلآً للعدم , فلا يقضي انهم لم يفعلوه في عهدهم .فعدم العلم بالدليل ليس علماً بالعدم ؛ كما قرر ذلك أهل العلم في قواعدهم .
خاصة وأن لهذا الأمر أصل عظيم وهو دعاء الله
 سبحانه وتعالى في القنوت وقت حاجة المسلمين لرفع البلاء والكرب عنهم
[ الإجابة عن دليلهم الثاني ]
فالإجابة عنه من وجوه أهمها :
 (  أ  )
وأما كونه شهادة فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد دعا فيما تقدم للوليد بن الوليد ومسلمة بن هشام وما هم عليه إنما هو شهادة أو بمعنى الشهادة فهم معرضون للشهادة أو
بمعنى الشهادة من التعذيب في سبيل الله ، فكونه شهادة لا يعني ذلك أنه لا يقنت منه .
 ( ب )

يضاف إلى ما سبق ؛ ثبت في الصحيحين عنْ أبي هُرَيْرةَ رضي الله عنه  قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّه ﷺ:( الشُّهَدَاءُ خَمسَةٌ: المَطعُونُ، وَالمبْطُونُ، والغَرِيقُ، وَصَاحبُ الهَدْم وَالشَّهيدُ في سبيل اللَّه)
وفي صحيح مسلم رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه  قالَ: قالَ رسولُ اللَّه ﷺ: ( مَا تَعُدُّونَ الشهداءَ فِيكُم؟ قالُوا: يَا رسُولِ اللَّهِ مَنْ قُتِل في سَبيلِ اللَّه فَهُو شهيدٌ. قَالَ: إنَّ شُهَداءَ أُمَّتي إذًا لَقلِيلٌ،" قالُوا: فَمنْ يَا رسُول اللَّه؟ قَالَ: منْ قُتِل في سبيلِ اللَّه فهُو شَهيدٌ، ومنْ ماتَ في سَبيلِ اللَّه فهُو شهيدٌ، ومنْ ماتَ في الطَّاعُون فَهُو شَهيدٌ، ومنْ ماتَ في البطنِ فَهُو شَهيدٌ، والغَريقُ شَهيدٌ ) .
فكل هذه الأمور أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أنها من أسباب الشهادة في سبيل الله
ومع هذا إستعاذ منها الله صلى الله عليه وسلم ودعا ربه السلامة منها ؛ ففي السنن مرفوعا : قول الرسول صلى الله عليه وسلم:( اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَدْمِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ التَّرَدِّي، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْغَرَقِ، وَالْحَرَقِ، وَالْهَرَمِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ يَتَخَبَّطَنِيَ الشَّيْطَانُ عِنْدَ الْمَوْتِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أَمُوتَ فِي سَبِيلِكَ مُدْبِرًا، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أَمُوتَ لَدِيغًا)
أخرجه أبو داود، واللفظ له( ١٥٥٢) والنسائي( ٥٥٤٦)  وأحمد( ٨٦٦٧)  وصححه الإمام الألباني في صحيح النسائي(٣/ ١١٢٣)  وصحيح سنن أبي داود(٥/٢٧٥)
فائدة :
ذكر أهل العلم سبب إستعاذة الرسول صلى الله عليه وسلم من هذه الأمور  استعاذ صلى الله عليه وسلم من هذه الأمور مع ما فيها من نيل الشهادة، كما دلَّت على ذلك الأحاديث ؛ فقالوا : لأنها مجهدة, مغلقة, لا يثبت المرء عندها, فربما استزله الشيطان فأخل بدينه, ولأنه يُعد فجأة ومؤاخذة أسف؛ ولأنها في الظاهر مصائب ومحن وبلاء كالأمراض السابقة المستعاذ منها, والفرق بين الشهادة الحقيقية وبين هذه الشهادة أن الشهادة الحقيقية أُمنية كل مؤمن ومطلوبه, وقد يجب عليه السعي لها في بعض حالات القتال، بخلاف هذه الأمور يجب التحرز عنها والسعي لعدم الوقوع فيها؛ لأن الموت حينها يكون بغتة, دون توبة, ورد للمظالم, وإقرار للوصية, وعدم النطق بالشهادة لما يفجؤه من فزع وهلع، وما يدهمه من الخوف .

[ الإجابة عن دليلهم الثالث ] :
نقول نحن معكم فيما ذهبتم إليه ؛ لكن صحة قولنا مقرونة بسلامة المصلين فنحن مع كل ما من شأنه سلامة المسلمين وفي كل أمر يصدره ولي الأمر مما يؤكد السلامة العامة للمسلمين
وفي كلام أهل العلم "  ‏من قررت عليه جهة الإختصاص إجراءات العزل فإن الواجب عليه الالتزام بذلك،
وترك شهود صلاة الجماعة والجمعة ويصلي الصلوات في بيته أو موطن عزله،
لما رواه الشريد بن سويد الثقفي رضي الله عنه قال: (كان في وفد ثقيف رجل مجذوم فأرسل إليه النبي ﷺ  إنا قد بايعناك فارجع)
أخرجه مسلم .

[ الإجابة عن دليلهم الرابع ]
وأما قولهم في التفريق  بين ما يحصل بأمر خارج عن فعل الإنسان كالجدب والأوبئة
وما كان له فعل فيه ظاهر كالحروب
فمنعوا الأول من القنوت فيه وأستحبوا في الأخير
فالجواب :
نقول إن كل ما سبق جرى بقضاء الله وقدره و أنظر إلى  قوله تعالى وتقدس فقد جمع بين الصورتين  : { قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَىٰ أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ ۗ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ }
 بل أخبر الله سبحانه وتعالى أن الكوارث والمصائب والبلاء والوباء نواتج مما عمله الإنسان بيده فقال تعالى وتقدس{ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }
و يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (  يا مَعْشَرَ المهاجرينَ  خِصالٌ خَمْسٌ إذا ابتُلِيتُمْ بهِنَّ ، وأعوذُ باللهِ أن تُدْرِكُوهُنَّ : لم تَظْهَرِ الفاحشةُ في قومٍ قَطُّ ؛ حتى يُعْلِنُوا بها ؛ إلا فَشَا فيهِمُ الطاعونُ والأوجاعُ التي لم تَكُنْ مَضَتْ في أسلافِهِم الذين مَضَوْا ......الحديث )أخرجه إبن ماجه والطبراني في الأوسط و الحاكم من حديث الصحابي الجليل عبدالله بن عمر رضي الله عنهما و صححه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح الجامع( ٧٩٧٨) .

[ فتبين لنا  ]:
إن الذي يظهر لنا رجحان القول الثاني وهو جواز القنوت للوباء في الفريصة دفعا ورفعا  إذا أمر به ولي الأمر وفق ضوابط شرعية و لمصلحة راجحة يراه تخفيفا عن المسلمين فلعل الله أن يستجيب دعاءهم   ويكشف مابهم من ضر .
        [ فائدة ]
فلعل القول بأنه يلزم للقنوت إذن ولي الأمر قول قوي وذلك
أن النبي صلى الله عليه وسلم قنت بأصحابه رضي الله عنهم عند حدوث النازلة لأنه كان في مقام ولي الأمر ،  ،وولي الأمر من بعده يقوم مقامه ...
كما أن القنوت من الشعائر الظاهرة والتي يترتب عليها بفضل الله مصالح شرعية عامة
وولي الأمر هو من يرعى ذلك .
لو تركنا الأمر لعامة الناس فسنجد بعض الجهلة يقوم فيقنت بمجرد رأيه مع جهله و وإن لم تكن نازلة  أو تجد من يقنت لصالح حزبه المخالف للشرع المناهض لتعليمات ولي الأمر المبنية على المصلحة العامة الراجحة كالإخوانية الخوارج أومن حاله تماثلهم
وفي هذا ضبط أمور الشرع والفتيا وعدم تعدي الجهلة وأهل الأهواء والبدع وتقدمهم  وإفتئاتهم على منزلة ولي الأمر .
 وفي هذا الأمر كذلك يجوز أن نقول : إن المسائل الإجتهادية التي فيها نص صريح صحيح وظاهره التعارض أو في  المسائل الخلافية التي لانص فيها فإن حكم الحاكم يزيل الخلاف ويصار إليه. 

ولو قيل  :
 من قنت من أهل العلم السني السلفي لنازلة رآها وفق ضوابط الشرع في بيته أو مسجده لجاز له ذلك  .

        [ فائدة ]
في صحيح الجامع للإمام الألباني رحمه الله( ٣٦٣٢)
‏عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال:
قال رسول الله ﷺ :
( سَلوا اللهَ العفوَ و العافيةَ..
فإنَّ أحدًا لم يُعْطَ بعد اليقينِ
   خيرًا من العافيةِ ..)
و قـال الإمام إبن القيم رحمه الله :
" فما دفـعت شدائد الدنيا بمثل التوحيد ولذلك كان  دعاء الكرب بالتوحيـد ،
ودعوة ذي النون التي ما دعا بها
مكروب إلا فـرج الله كربه بالتوحيد" [الفوائد لإبن القيّم (٥٣/١)]
قال العلاّمة السّعدي رحمه الله
 :"  الدعاء سلاح الأقوياء والضعفاء،
وملاذ الأنبياء والأصفياء،
وبه يستدفعون كل بلاء “.
[مجموع مؤلفاته ( ٢٣ / ٧٣٦)]


《 فصل الرابع : حكم إحداث صلاة للحاجة أو صلاة لم ترد في الشرع بسبب الوباء 》


 هذا عمل مبتدع منكر لم يرد في كلام الله سبحانه وتعالى أو في كلام الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يؤثر عن سلفنا الصالح وإنما يقع من أهل الملل الكافرة كاليهود والنصارى ومن تشبه بهم ممن ينتسب إلى الإسلام وهو برئ منه براءة الذئب من دم يوسف عليه الصلاة و السلام.


 《 الخاتمة : نسأل الله حسنها 》
هذا ما ظهر  لي ؛ والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا 
.......
كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه : غازي بن عوض العرماني

《 مشروعية القنوت في دفع نازلة الوباء ورفعه 》



    بسم الله الرحمن الرحيم 
إن الحمد لله نحمده ، و نستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا .
من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .وأ شهد أ ن محمداً عبدُه و رسولُه .
{ يَاأَيها الذين آ مَنُوا اتقُوا اللهَ حَق تُقَا ته ولاتموتن إلا وأنتم مُسلمُون }
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً } 
{ يَا أ يها الذين آ منوا اتقوا الله وقولوا قَو لاً سَديداً يُصلح لَكُم أَ عما لكم وَ يَغفر لَكُم ذُ نُو بَكُم وَ مَن يُطع الله وَ رَسُولَهُ فَقَد فَازَ فَوزاً عَظيماً }
أما بعد 
فيرى بعض أهل العلم أن ( رفع الوباء)  لايدعى فيه ولايقنت  وذلك  "  لما فيه من معنى الرحمة، ولأن الصحابة رضوان الله عليهم طُعنوا كما في طاعون عمواس في عهد أمير المؤمنين وثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعنهم أجمعين، فلم يقنت رضي الله عنه،، ولذلك قالوا: لا يشرع في هذا أن يدعا برفع البلاء" 
وأما مسألتنا هذه وهي (  دعاء الله في دفع هذا الوباء وفي رفعه ) 
فهنا ( فرق بين دفع الوباء  قبل نزوله و رفع الوباء بعد نزوله ) 
فيشرع الدعاء في دفعه و في رفعه على الصحيح من أقوال العلماء 
وذلك أن ( الوباء أو الطاعون) مثل العدو فيسأل المسلم ربه النجاة منه وقد ثبت في البخاري من حديث الصحابي الجليل  عبدالله بن أبي أوفى رضي الله عنه مرفوعا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 
:( أيُّها النَّاسُ، لا تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ العَدُوِّ، وسَلُوا اللَّهَ العَافِيَةَ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا، واعْلَمُوا أنَّ الجَنَّةَ تَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ، ثُمَّ قالَ: اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الكِتَابِ، ومُجْرِيَ السَّحَابِ، وهَازِمَ الأحْزَابِ، اهْزِمْهُمْ ) وكما قال أهل العلم : " بأن الطاعون منشأ الشهادة والرحمة لأنفسهما ، المطلوب رفع ما هو المنشأ وغايته أن يكون كملاقاة العدو وقد ثبت سؤال العافية منها " وحيث ثبت في صحيح البخاري رحمه الله من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها قالت : سألتُ رسول الله ﷺ عن الطاعون فأخبرني أنه: عذاب يبعثه الله على من يشاء، وأن الله جعله رحمة للمؤمنين، ليس من أحدٍ يقعُ الطاعونُ فيمكث في بلده صابراً محتسباً، يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله له إلا كان له مثل أجر شهيد) 

وفي صحيح مسلم عن أنس رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد رجلا من المسلمين قد خفت فصار مثل الفرخ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل كنت تدعو بشيء أو تسأله إياه؟ قال: نعم كنت أقول: اللهم ما كنت معاقبي به في الآخرة فعجله لي في الدنيا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سبحان الله لا تطيقه أو لا تستطيعه. أفلا قلت اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار؟ قال: فدعا الله له فشفاه.
وفي صحيحي البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يتعوذ من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء) .
و في هذه الأحاديث وأمثالها استحباب التعوذ من البلاء ومن أعظم البلاء الأمراض والأوبئة كفى الله المسلمين شرها 
و العذاب يستعاذ بالله منه في دفعه وإبعاد شره وضره عن المسلمين فلا ملجأ ولا منجأ من الله إلا إليه 
فيكون دعاء دفع هذا الوباء
من  النوازل  التي تحل بالمسلمين فيشرع له القنوت  في الصلاة المفروضة والقنوت من السنن الثابتة المستفيضة عن النبي صلى الله عليه وسلم 
وبهذا قال شيوخ الإسلام وأئمة السنة لا خلاف بينهم على استحبابه
دل على ذلك سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وهدي الخلفاء الراشدين وإجماع ائمة السنة 
ففي كتاب المغازي من صحيح البخاري وفي كتاب الإمارة من صحيح مسلم من حديث  أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ( بعث النبي صلى الله عليه وسلم سبعين رجلا لحاجة، يقال لهم القراء، فعرض لهم حيان من سليم: رعل وذكوان عند بئر يقال لها: بئر معونة، فقال القوم: والله ما إياكم أردنا وإنما نحن مجتازون في حاجة النبي صلى الله عليه وسلم فقتلوهم، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم شهرا في صلاة الغداة) . وفي رواية عن أبي هريرة وأنس رضي الله عنهما ( أن النبي صلى الله عليه وسلم قنت بعد الركعة الأخيرة في صلاة شهرا: " اللهم أنج الوليد ابن الوليد، اللهم أنج سلمة بن هشام، اللهم أنج عياش ابن أبي ربيعة، اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين، اللهم اشدد وطأتك على مضر، اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف) وهذا استفاض وانتشر في دواوين السنة وعليه عمل المسلمين في كل عصر   .
وقد ذكر العلماء 
أنواع النوازل التي يشرع فيها الدعاء في الصلوات هو ما كان له تعلق بجميع المسلمين على جهة العموم  ومن ذلك اعتداء الكفار على المسلمين،  وانتشار الأوبئة وغيرها.قال الحافظ النووي رحمه الله في شرحه على صحيح الإمام مسلم رحمه الله ( ٥ / ١٧٦ ): "والصحيح المشهور أنه إذا نزلت نازلة كعدو وقحط ووباء وعطش وضرر ظاهر بالمسلمين ونحو ذلك، قنتوا في جميع الصلوات المكتوبات". 
وصفات القنوت الثابتة في السنة :
 أنه يكون بعد الركوع من آخر ركعة في الصلاة وفي جميع الصلوات المفروضات جهرية كانت أو سرية، وآكد ذلك في صلاة االمغرب والفجر كما في صحيح مسلم رحمه الله و يدل لمشروعيته في الفرائض كلها ما رواه أبوداود( ١٤٤١) وحسنه الألباني في صحيح أبي داود وإبن القيم في زاد المعاد عن الصحابي الجليل  عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال:( قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرا متتابعا في الظهر والعصر والمغرب والعشاء وصلاة الصبح في دبر كل صلاة إذا قال سمع الله لمن حمده من الركعة الآخرة يدعو على أحياء من بني سليم على رعل وذكوان وعصية ويؤمن من خلفه) 

ويتأكد  هذا بعد إذن ولي الأمر أو من ينيبه    .
هذا الذي ظهر لي في هذه المسألة . والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 
......
كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه: غازي بن عوض العرماني

Saturday, 14 March 2020

《 مشروعية القنوت في دفع نازلة الوباء 》


    بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ، و نستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا .
من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .وأ شهد أ ن محمداً عبدُه و رسولُه .
{ يَاأَيها الذين آ مَنُوا اتقُوا اللهَ حَق تُقَا ته ولاتموتن إلا وأنتم مُسلمُون }
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }
{ يَا أ يها الذين آ منوا اتقوا الله وقولوا قَو لاً سَديداً يُصلح لَكُم أَ عما لكم وَ يَغفر لَكُم ذُ نُو بَكُم وَ مَن يُطع الله وَ رَسُولَهُ فَقَد فَازَ فَوزاً عَظيماً }
أما بعد
فيرى بعض أهل العلم أن ( رفع الوباء)  لايدعى فيه ولايقنت  وذلك  "  لما فيه من معنى الرحمة، ولأن الصحابة رضوان الله عليهم طُعنوا كما في طاعون عمواس في عهد أمير المؤمنين وثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعنهم أجمعين، فلم يقنت رضي الله عنه، ولم يسأل الله رفعه، ولذلك قالوا: لا يشرع في هذا أن يدعا برفع البلاء"
وأما مسألتنا هذه وهي (  دعاء الله في دفع هذا الوباء )
فهنا ( فرق بين دفع الوباء  قبل نزوله و رفع الوباء بعد نزوله )
فيشرع الدعاء في دفعه لا في رفعه على الصحيح من أقوال العلماء
وذلك أن ( الوباء أو الطاعون) مثل العدو فيسأل المسلم ربه النجاة منه وقد ثبت في البخاري من حديث الصحابي الجليل  عبدالله بن أبي أوفى رضي الله عنه مرفوعا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
:( أيُّها النَّاسُ، لا تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ العَدُوِّ، وسَلُوا اللَّهَ العَافِيَةَ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا، واعْلَمُوا أنَّ الجَنَّةَ تَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ، ثُمَّ قالَ: اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الكِتَابِ، ومُجْرِيَ السَّحَابِ، وهَازِمَ الأحْزَابِ، اهْزِمْهُمْ ) وكما قال أهل العلم : " بأن الطاعون منشأ الشهادة والرحمة لأنفسهما ، المطلوب رفع ما هو المنشأ وغايته أن يكون كملاقاة العدو وقد ثبت سؤال العافية منها " وحيث ثبت في صحيح البخاري رحمه الله من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها قالت : سألتُ رسول الله ﷺ عن الطاعون فأخبرني أنه: عذاب يبعثه الله على من يشاء، وأن الله جعله رحمة للمؤمنين، ليس من أحدٍ يقعُ الطاعونُ فيمكث في بلده صابراً محتسباً، يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله له إلا كان له مثل أجر شهيد)

وفي صحيح مسلم عن أنس رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد رجلا من المسلمين قد خفت فصار مثل الفرخ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل كنت تدعو بشيء أو تسأله إياه؟ قال: نعم كنت أقول: اللهم ما كنت معاقبي به في الآخرة فعجله لي في الدنيا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سبحان الله لا تطيقه أو لا تستطيعه. أفلا قلت اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار؟ قال: فدعا الله له فشفاه.
وفي صحيحي البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يتعوذ من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء) .
و في هذه الأحاديث وأمثالها استحباب التعوذ من البلاء ومن أعظم البلاء الأمراض والأوبئة كفى الله المسلمين شرها
و العذاب يستعاذ بالله منه في دفعه وإبعاد شره وضره عن المسلمين فلا ملجأ ولا منجأ من الله إلا إليه
فيكون دعاء دفع هذا الوباء
من  النوازل  التي تحل بالمسلمين فيشرع له القنوت  في الصلاة المفروضة والقنوت من السنن الثابتة المستفيضة عن النبي صلى الله عليه وسلم
وبهذا قال شيوخ الإسلام وأئمة السنة لا خلاف بينهم على استحبابه
دل على ذلك سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وهدي الخلفاء الراشدين وإجماع ائمة السنة
ففي كتاب المغازي من صحيح البخاري وفي كتاب الإمارة من صحيح مسلم من حديث  أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ( بعث النبي صلى الله عليه وسلم سبعين رجلا لحاجة، يقال لهم القراء، فعرض لهم حيان من سليم: رعل وذكوان عند بئر يقال لها: بئر معونة، فقال القوم: والله ما إياكم أردنا وإنما نحن مجتازون في حاجة النبي صلى الله عليه وسلم فقتلوهم، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم شهرا في صلاة الغداة) . وفي رواية عن أبي هريرة وأنس رضي الله عنهما ( أن النبي صلى الله عليه وسلم قنت بعد الركعة الأخيرة في صلاة شهرا: " اللهم أنج الوليد ابن الوليد، اللهم أنج سلمة بن هشام، اللهم أنج عياش ابن أبي ربيعة، اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين، اللهم اشدد وطأتك على مضر، اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف) وهذا استفاض وانتشر في دواوين السنة وعليه عمل المسلمين في كل عصر   .
وقد ذكر العلماء
أنواع النوازل التي يشرع فيها الدعاء في الصلوات هو ما كان له تعلق بجميع المسلمين على جهة العموم  ومن ذلك اعتداء الكفار على المسلمين،  وانتشار الأوبئة وغيرها.قال الحافظ النووي رحمه الله في شرحه على صحيح الإمام مسلم رحمه الله ( ٥ / ١٧٦ ): "والصحيح المشهور أنه إذا نزلت نازلة كعدو وقحط ووباء وعطش وضرر ظاهر بالمسلمين ونحو ذلك، قنتوا في جميع الصلوات المكتوبات".
وصفات القنوت الثابتة في السنة :
 أنه يكون بعد الركوع من آخر ركعة في الصلاة وفي جميع الصلوات المفروضات جهرية كانت أو سرية، وآكد ذلك في صلاة االمغرب والفجر كما في صحيح مسلم رحمه الله و يدل لمشروعيته في الفرائض كلها ما رواه أبوداود( ١٤٤١) وحسنه الألباني في صحيح أبي داود وإبن القيم في زاد المعاد عن الصحابي الجليل  عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال:( قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرا متتابعا في الظهر والعصر والمغرب والعشاء وصلاة الصبح في دبر كل صلاة إذا قال سمع الله لمن حمده من الركعة الآخرة يدعو على أحياء من بني سليم على رعل وذكوان وعصية ويؤمن من خلفه)

ويتأكد  هذا بعد إذن ولي الأمر أو من ينيبه  مع مراعاة أحوال المصلين  ويتأكد في حق ائمة المساجد  .
هذا الذي ظهر لي في هذه المسألة . والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
......
كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه: غازي بن عوض العرماني

Wednesday, 11 March 2020

من هو الأولى في الولاية الأب أم الابن

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على رسوله المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا 
أما بعد 
فبعد نشر أحد الإخوة  جدولا يبين ترتيب الأولياء 
جرى مني بحث مختصر وأصله رسالة في هذه المسألة فقدتها  وما أكثر البحوث العلمية التي فقدتها ولعل الله بمنه وفضله ييسر الحصول عليها 
بعد طلب أحد المشايخ الأجلاء والقضاة الفضلاء البحث فيها 
ولعل ماسأذكره في رسالتنا هذه المتواضعة يعد إختصارا لبحثنا السابق  
فأقول والله المستعان  :

 ما وجه تقديم  الحنفية والمالكية أحقية الإبن في الولاية ؟
علما بأن القول بأحقية الأب فيها  مالم يعلم إضراره لمن تحت يده أو سفهه وجنونه ؛ و جعل الأب أصيلا في الولاية ومقدما  سببه يعود إلى  أن الأبوة داعية إلى كمال النظر في حق المولى عليه؛ لوفور شفقته عليهم ورحمته  وهو قادر على ذلك؛ لكمال رأيه وعقله، 
ثم إن هذا التقديم ( الإبن ) وفق المذهبين السابقين غالب أعم و المرأة في الغالب عندما يتقدم إليها الخطاب أما صغيرة أو بكر لم تنجب أو ثيب عدمت الولد لأي سبب من الأسباب - هذا في الغالب - فكيف جاز لهم تقديم الإبن مع أن الأحكام تبنى غالبا لا في ما شذ وندر .
 والقول بتقديم  الأب على ماسواه تؤيده الإدلة النقلية ومنها حديث  عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْؤولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ) متفق عليه.
فقوله صلى الله عليه وسلم: ( والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عنهم ) 
لعله نص في تأييد القول ورجحانه
 ويضاف إلى هذا أن الحجج العقلية  تعضده وتنصره  وذلك أن هذه قرابة يترتب عليها حنو على المرأة وحرصاً على ما ينفعها، فكان الأقرب فالأقرب أولى  وكل ما كان الولي أقرب صار أكثر عناية بها وحرصاً على مصلحتها، 
وأيد  هذا القول كبار العلماء وعليه جرى العمل في محاكم دولتنا المباركة المملكة العربية السعودية مالم يخل بتقديمه إضرار أو سفه وجنون
وأما :
تقديم المرأة نفسها ولية لأمرها ومدبرة لشؤونها مع وجود أوليائها 
فهذا سفه وإضرار بها قطعا 
مع مخالفة الإدلة الشرعية ومصادمته لها و نقضه  ومشاققته لإجماع المسلمين 
و عدم توافقه مع العقول السليمة و تحتم وجود أضرار لاتدركها المرأة لنقص عقلها وعدم إدراكها لمصلحتها الدنيوية والدينية 
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم 
.....
كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه: غازي بن عوض العرماني
١٤٤١/٧/١٤

سؤال السائل : يقول : إنه قال لزوجته: ( تراك بالثلاث مثل أمي )و ( كنت ناوي الطلاق) فما الحكم في هذه القضية بعينها ؟

سؤال السائل :
يقول : إنه قال لزوجته: ( تراك بالثلاث مثل أمي )و ( كنت ناوي الطلاق)
فما الحكم في هذه القضية بعينها ؟
فالإجابة
نقول وبالله التوفيق :

بسم الله الرحمن الرحيم

إنَّ الْحَمْدَ لِلهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِىَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}


{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}


{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ  ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}


أَمَّا بَعْدُ
فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ، وَكُلَّ ضَلاَلَةٍ فِى النَّارِ
ثم أما بعد :
أولا :
في قوله ( كنت ناوي الطلاق )
فالطلاق لايقع بالنية وإنماإيقاع الطلاق  يكون باللسان تلفظا يسمع نفسه ويسمع من حوله   لحديث أبي  هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به نفسها ما لم تعمل أو تتكلم " رواه البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى قال الإمام إبن باز رحمه الله :
" فالنية لا يقع بها الطلاق ولا العتق ولا الأحكام الأخرى من جهة العقود، لا بد من لفظ وهذا من رحمة الله وتيسيره جل وعلا، فإن القلوب يقع لها خطرات ووساوس ونيات فلا تؤاخذ بهذه الخطرات والنيات في طلاقها وعقودها وعتقها ونحو ذلك حتى يتكلم أو يعمل كأن يكتب الطلاق أو يكتب العتق "[ إنتهى كلامه رحمه الله من موقعه الرسمي ]
 ثانيا  :
قوله : ( مثل أمي ) .
هذا لفظ صريح في الظهار
 وعليه كفارة الظهار يقول الله تعالى في سورة المجادلة
: {الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ }
 كما أن " عليه التوبة إلى الله؛ لأن الظهار منكر من القول وزور ليس له فعله، لكن متى قال تحرم عليه زوجته كأمه أو أخته أو جدته أو عمته أو خالته أو نحو ذلك فإذا كلمت فلانًا أو إذا لم تبت عندي أو إذا فعلت كيت وكيت فهذا يسمى ظهارًا.
فعليه التوبة إلى الله من ذلك، وإذا فعلت مامنعها منه فإنه يكون عليه كفارة الظهار وهي عتق عبد أو أمة مؤمنة، وإن لم يستطع صام شهرين متتابعين، فإن عجز أطعم ستين مسكينًا ثلاثين صاعًا، والصاع أربعة حفنات باليدين الممتلئتين المتوسطتين، هذا صاع النبي ﷺ، فعليه ثلاثون صاعًا بصاع النبي ﷺ يقسم بين ستين مسكينًا، كل مسكين له نصف الصاع، وهو كيلو ونصف تقريبًا بالوزن، قبل أن يمسها قبل أن يتصل بها كفارة لما وقع منه من التحريم والظهار "[ ما بين المعكوفتين من كلام الإمام إبن باز رحمه الله من موقعه الرسمي] قال الله تعالى مبينا كفارة الظهار  : {وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ . فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ }

ونقول للسائل :
إن طلاقه لايقع ولم يقع مالم يتلفظ به صريحا ؛ كما أن عليه كفارة الظهار في رجوعه إلى زوجته .
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

كتبه :
غازي بن عوض العرماني .
١٤٤١/٧/١٤

Thursday, 5 March 2020

《 تعليق على كلمة العلامة عبدالله أبا بطين رحمه الله تعالى 》



‏قال العلامة عبد الله أبا بطين رحمه الله : " ...وولي الأمر إنما يدعى له، لا يمدح، لا سيما بما ليس فيه.
وهؤلاء الذين يُمدحون في الخطب هم الذين أماتوا الدين، فمادحهم مخطئ ، وليس في الولاة اليوم من يستحق المدح ، لا يثنى عليه ،
وإنما يُدعى لهم بالتوفيق ، والهداية...
{ رسائل وفتاوى أبابطين: ١٧١ }

فتعليقنا على عبارة الشيخ عبدالله أبا بطين رحمه الله نقول بفضل الله وتوفيقه وإعانته :  " إذا كان في مدحه تأليفا لقلوب العامة ومنعا للخروج عليه مع تضمنه الرد على أصحاب التهييج السياسي وهم جماعة الإخوان الخوارج وما عرف عنهم من كذب على ولاة الأمر لخدمة توجههم الخبيث
فلعل في مدحه  يكون  الأمر جائزا أن لم يكن واجبا وذلك إذا أضيف إليه  درأ للفتن والمخاطر ودفعا للمفاسد  و تحصيل للخير  وجلبا له وتقليلا للشرور ومنعها
وعلى من مدحه أن يريد الله والدار الاخرة و ألا يغلو في مدحه ولا يطريه  وأن يكون في نيته النصح وجمع كلمة المسلمين والتأليف بينهم وتحريم التفرق والإختلاف و أن يكون رده على مايبث من سموم أفاعي الإخوانية الخوارج
ونحن نعلم سلامة منهج العلامة أبا بطين وحسن معتقده رحمه الله لكن جرى التعليق عليها لئلا تستغل من أصحاب التوجه الفكري المنحرف ومن يرونها تصب في صالح توجههم الخارجي لذا كتبنا ما سبق من تعليق ؛ جعله الله خالصا صوابا متقبلا ؛ آمين 
وفقنا الله وإياكم للعلم والعمل الصالح وحسن الخاتمة
كما أسأل الله أن يكون عملنا وعلمنا خالصا صوابا لوجه الله مقربا إليه متقبلا عنده يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم
.......
كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه  : غازي بن عوض العرماني

《 تنبيه أهل العلم والإيمان في أنه لا يوجد في لغة العرب فرق في معنى لفظي ( المجئ ) و ( الإتيان ) 》

       بسم الله الرحمن الرحيم  الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على رسوله المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم تسليما  أما بعد  فهذه رسالة لعلها تتبع ر...